يوميا لكل محامين مصر مع صباح القانون نناقش و نبحث سويا في تفسير معلومة قانونية واجب الإلمام بها، و ذلك من أجل النهوض بالمستوى العلمي و الثقافي لشباب المحامين







الخميس، 24 مايو 2012

ماذا لو حصل الأخوان على كرسي الرئاسة؟

بقلم: د/أحمد مهران

دكتور القانون العام مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية و القانونية، عضو المجلس المصرى لحقوق الانسان.

إن ما تمر به مصر في هذه المرحلة و بحق هو أول تطبيق حقيقي للديمقراطية فلأول مرة في تاريخ الأمة المصرية يتاح للمواطن المصري أن يختار لنفسه رئيسا له و للجمهورية.

إلا أن هناك الكثير من التساؤلات التي تدور في أذهان المواطنين فالبعض يرى أن مرشحا بعينه هو الأنسب و الأفضل لهذه المرحلة و مع هذا يعلن صراحة أنه لن يعطي صوته لهذا المرشح، و ذلك لأن نسبة نجاح هذا المرشح ضعيفة، و أنه سيعطي صوته لمرشح أخر أقل إقناعا و قناعة لهذا المرشح إلا أن فرصته في النجاح أكبر.

أسئلة عديدة  تملأ الشارع المصري من أبرزها "لمن ستعطي صوتك و لماذا؟"، إلا أن من أهم الأسئلة التي تشغل الكثير من المواطنين لا سيما المنتمين إلي التيار الليبرالي و الغير منتمين لأي تيار و الذين يعرفون بإسم (حزب الكنبة) الأخوة الأقباط هذا السؤال "ماذا لو حصل الأخوان على كرسي الرئاسة؟"

أراء مختلفة و متباينة حول الإجابة على هذا السؤال، بعض الأراء ترى أن تولي الأخوان لمقعد الرئاسة فيه مصلحة كبيرة للوطن خاصة فيما يتعلق بمشروع النهضة و ما في هذا المشروع من دراسات اقتصادية ممتازة ستؤدي حتما إلي تطوير الإقتصاد المصري على كافة المستويات الصناعية و التجارية و الزراعية منها و أن تولي الأخوان حتما سيؤدي إلي تحقيق العدالة و الحرية و تطبيق الشريعة الإسلامية و الحفاظ على الهوية الإسلامية للمجتمع المصري.

و أراء أخرى ترى أن تولي الأخوان لكرسي الرئاسة هو عودة للخلف حيث سيؤدي إلي السيطرة الشاملة لفصيل واحد محدود على كل مقاليد الحكم في مصر –الديكتاتورية- مما يعود بنا لنظام الحزب الوطني المنحل، هذا بالإضافة إلي أنه إذا ما فشل الأخوان في الإدارة و في تطبيق مشروع النهضة فإن هذه الخسارة ستنعكس بالسلب على ثقة الناس في الإسلاميين و في تعاملاتهم و أقوالهم و هو ما سيؤثر على علاقة المواطنين بالمشايخ و الإسلاميين و مدى تصديق المواطنين لعلماء المسلمين الذين نصحوهم بإنتخاب مرشح الإخوان و هو ما سينعكس سلبا على صورة الإسلام نفسه.

نضيف إلي ذلك أن من سياتي في هذه المرحلة لن يرضى عنه الناس مهما قدم لهم فهو محل نظر، و محل تجربة و تحت المنظار، سواء أخطأ أو أصاب.

أراء تقول أن تولي الأخوان بعد أن أضطهدوا على مدار عدة عقود ذاقوا خلالها الظلم و القهر سيجعلهم يعرفون كيف لا يظلمون و أنهم سيعملون على تحقيق العدل و الحرية و المساواة.

و أخرين يؤكدون أن من ذاق الظلم و القهر و عرفه فهو لا يعرف طريقا غيره لصد أي خلاف أو هجوم عليه و أن نظرية من ذاق الظلم لا يظلم هي نظرية خاطئة و أن الحقيقة هي العكس.

أراء تقول أن الإخوان المسلمين إذا ما تولوا رئاسة الجمهورية ستكون هناك مشكلة كبيرة جدا و هذه المشكلة تكمن في أنه ستكون هناك عقبة لدى جمهور المواطنين و الشباب في تقلد أي من المناصب التنفيذية و الإدارية في الدولة، خاصة و ان الأخوان المسلمين لن يسمحوا لأحدا أن يتقلد منصبا إداريا أو تنفيذيا في الدولة إلا إذا كان عضوا منتميا لجماعة الأخوان المسلمين، و ستكون حجتهم في ذلك أنهم يريدون أن يكون من يختارونه لهذا المنصب الإداري أو التنفيذي هم على علم و يقين منه و من قدراته و إمكانياته ليساعدهم في تنفيذ مشروع النهضة.

بينما يختلف مع هذا الرأي أخرون قائلين أن هذه الحجة مردود عليها أنه لابد و أن يكون ابناء الشعب جميعا شركاء في مشروع النهضة إذا ما كتب لهذا المشروع أن يبدأو أن ينجح و أن يستمر، و لابد أن يكون لأبناء الوطن الحق في المشاركة في إدارة الدولة، السلطات التنفيذية و التشريعية و القضائية داخل الدولة إعمالا لمبدأ المساواه بين المواطنون، و لابد أيضا أن يكون معيار إختيار الأشخاص لتولي المناصب التنفيذية و الإدارية بالدولة هو معيار الكفاءة لا يكون المعيار هو معيار إنتمائه لجماعة الإخوان المسلمين حتى يضمنون انه سيكون ملتزما مطيعا لكافة الأوامر و أنه لن يعارض و لن يخالف الأوامر التي ستأتي له من مكتب الإرشاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق