بقلم: د/أحمد مهران
دكتور القانون العام مدير مركز القاهرة للدراسات
السياسية و القانونية، عضو المجلس المصرى لحقوق
الانسان.
إن ما تمر به مصر في هذه المرحلة و بحق هو
أول تطبيق حقيقي للديمقراطية فلأول مرة في تاريخ الأمة المصرية يتاح للمواطن
المصري أن يختار لنفسه رئيسا له و للجمهورية.
إلا أن هناك الكثير من التساؤلات التي تدور
في أذهان المواطنين فالبعض يرى أن مرشحا بعينه هو الأنسب و الأفضل لهذه المرحلة و
مع هذا يعلن صراحة أنه لن يعطي صوته لهذا المرشح، و ذلك لأن نسبة نجاح هذا المرشح
ضعيفة، و أنه سيعطي صوته لمرشح أخر أقل إقناعا و قناعة لهذا المرشح إلا أن فرصته
في النجاح أكبر.
أسئلة عديدة
تملأ الشارع المصري من أبرزها "لمن ستعطي صوتك و لماذا؟"، إلا أن
من أهم الأسئلة التي تشغل الكثير من المواطنين لا سيما المنتمين إلي التيار
الليبرالي و الغير منتمين لأي تيار و الذين يعرفون بإسم (حزب الكنبة) الأخوة
الأقباط هذا السؤال "ماذا لو حصل الأخوان على كرسي الرئاسة؟"
أراء مختلفة و متباينة حول الإجابة على هذا
السؤال، بعض الأراء ترى أن تولي الأخوان لمقعد الرئاسة فيه مصلحة كبيرة للوطن خاصة
فيما يتعلق بمشروع النهضة و ما في هذا المشروع من دراسات اقتصادية ممتازة ستؤدي
حتما إلي تطوير الإقتصاد المصري على كافة المستويات الصناعية و التجارية و
الزراعية منها و أن تولي الأخوان حتما سيؤدي إلي تحقيق العدالة و الحرية و تطبيق
الشريعة الإسلامية و الحفاظ على الهوية الإسلامية للمجتمع المصري.
و أراء أخرى ترى أن تولي الأخوان لكرسي
الرئاسة هو عودة للخلف حيث سيؤدي إلي السيطرة الشاملة لفصيل واحد محدود على كل
مقاليد الحكم في مصر –الديكتاتورية- مما يعود بنا لنظام الحزب الوطني المنحل، هذا بالإضافة
إلي أنه إذا ما فشل الأخوان في الإدارة و في تطبيق مشروع النهضة فإن هذه الخسارة
ستنعكس بالسلب على ثقة الناس في الإسلاميين و في تعاملاتهم و أقوالهم و هو ما
سيؤثر على علاقة المواطنين بالمشايخ و الإسلاميين و مدى تصديق المواطنين لعلماء
المسلمين الذين نصحوهم بإنتخاب مرشح الإخوان و هو ما سينعكس سلبا على صورة الإسلام
نفسه.
نضيف إلي ذلك أن من سياتي في هذه المرحلة لن
يرضى عنه الناس مهما قدم لهم فهو محل نظر، و محل تجربة و تحت المنظار، سواء أخطأ
أو أصاب.
أراء تقول أن تولي الأخوان بعد أن أضطهدوا
على مدار عدة عقود ذاقوا خلالها الظلم و القهر سيجعلهم يعرفون كيف لا يظلمون و
أنهم سيعملون على تحقيق العدل و الحرية و المساواة.
و أخرين يؤكدون أن من ذاق الظلم و القهر و
عرفه فهو لا يعرف طريقا غيره لصد أي خلاف أو هجوم عليه و أن نظرية من ذاق الظلم لا
يظلم هي نظرية خاطئة و أن الحقيقة هي العكس.
أراء تقول أن الإخوان المسلمين إذا ما تولوا
رئاسة الجمهورية ستكون هناك مشكلة كبيرة جدا و هذه المشكلة تكمن في أنه ستكون هناك
عقبة لدى جمهور المواطنين و الشباب في تقلد أي من المناصب التنفيذية و الإدارية في
الدولة، خاصة و ان الأخوان المسلمين لن يسمحوا لأحدا أن يتقلد منصبا إداريا أو
تنفيذيا في الدولة إلا إذا كان عضوا منتميا لجماعة الأخوان المسلمين، و ستكون
حجتهم في ذلك أنهم يريدون أن يكون من يختارونه لهذا المنصب الإداري أو التنفيذي هم
على علم و يقين منه و من قدراته و إمكانياته ليساعدهم في تنفيذ مشروع النهضة.
بينما يختلف مع هذا الرأي أخرون قائلين أن
هذه الحجة مردود عليها أنه لابد و أن يكون ابناء الشعب جميعا شركاء في مشروع
النهضة إذا ما كتب لهذا المشروع أن يبدأو أن ينجح و أن يستمر، و لابد أن يكون
لأبناء الوطن الحق في المشاركة في إدارة الدولة، السلطات التنفيذية و التشريعية و
القضائية داخل الدولة إعمالا لمبدأ المساواه بين المواطنون، و لابد أيضا أن يكون
معيار إختيار الأشخاص لتولي المناصب التنفيذية و الإدارية بالدولة هو معيار
الكفاءة لا يكون المعيار هو معيار إنتمائه لجماعة الإخوان المسلمين حتى يضمنون انه
سيكون ملتزما مطيعا لكافة الأوامر و أنه لن يعارض و لن يخالف الأوامر التي ستأتي
له من مكتب الإرشاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق