يوميا لكل محامين مصر مع صباح القانون نناقش و نبحث سويا في تفسير معلومة قانونية واجب الإلمام بها، و ذلك من أجل النهوض بالمستوى العلمي و الثقافي لشباب المحامين







السبت، 28 يوليو 2012

متى تنجح سيادة الرئيس


متى تنجح سيادة الرئيس!!

بقلم دكتور أحمد مهران – دكتور القانون العام و مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية و القانونية
 هناك معايير متعددة لقياس مدى نجاح رئيس الجمهورية فى هذه المرحلة الصعبة من تاريخ مصر هذه المعايير قد تختلف بأختلاف المستوى الفكرى أوالأقتصادى وربما أيضاً بأختلاف الاحتياجات الاجتماعية التى تتغير من فئة الى اخرى ومن مكان إلى أخر . 
فى تحقيق واسع حول أهم عوامل نجاح الرئيس تباينت الأراء - ففى حين يرى بعض النخب المثقفة والمهتمة بالشأن السياسي أن من أهم عوامل نجاح السيد الرئيس هو الاهتمام بالأمن وسرعة عودة رجال الأمن للشارع المصرى حتى يتحسن الاقتصاد  - فى حين يرى المواطن البسيط أن عوامل نجاح الرئيس قد تختلف عن ذلك وقد يتغير ترتيبها بحسب أولوية الأحتياج لديهم والسؤال الذى يطرح نفسه متى ينجح سيادة الرئيس؟
هل ينجح الرئيس حينما يكون للبلاد دستور يجعل مصر دولة مدنية ديمقراطية حديثة ام ينجح حينما يختار لمصر حكومة تكنوقراط ائتلافية رئيسها الدكتور هشام قنديل ام ينجح حين تتحسن علاقات مصر الخارجية خاصة بالدول الافريقية والعربية لا سيما السعودية  ام حين يعلن عن أحترامه للمعاهدات أم ماذا .....
فى أستطلاع لأراء بعض النخب قالت الدكتورة إحسان يحيى مدير مركز القاهرة للأعلام والتنمية الثقافية أن من أهم عوامل نجاح الرئيس ونجاح المرحلة الانتقالية هو عودة الأمن الذى أختفى من الشارع المصرى وأنتشرت معه أعمال البلطجة وإرهاب المواطنين كما أن عودة الأمن تعنى عودة الأقتصاد للصورة التى تجعلنا قادرين على أن نواجه أحتياجاتنا الضرورية فى الحياة لكى نعيش أضف الى ذلك ملف الصحة الذى يعد من أخطر ملفات مصر فى المرحلة المقبلة لما فيه من حماية للأجيال القادمة من الامراض الخطيرة التى أصبحت منتشرة فى مصر فى هذه الايام لتوفير العلاج والرعاية الطبية المتكاملة والتأمين الصحى العام لكل المواطنين خاصة غيرالقادرين.
بينما يرى الأستاذ خالد حنفى - الخبير الأقتصادى أن من أهم عوامل نجاح الرئيس الأمن ثم زيادة الاستثمارات الداخلية والخارجية لتغطية العجز المتزايد فى الموازنة العامة للدولة والعمل على توفير السلع الاساسية للمواطن خاصة فى شهر رمضان
فى حين يرى الاستاذ مجدى عبد الحليم - المحلل السياسى أن نجاح الرئيس مرهون بنجاح الحكومة وأن تشكيل حكومة تكنوقراط من أشخاص غير سياسيين لكن لهم رؤية سياسية تمكنهم من قراءة المشهد السياسى والقدرة على التعامل مع كل المواقف بذكاء وحنكة وسرعة سيكون له دور كبير فى نجاح خطة المائة يوم ومن ثم نجاح الرئيس فى مدته الرئاسية ورضاء الشارع عنه كما أن ملف التعليم والذى له بعد سياسى هام وخطير على بناء أجيال واعية قادرة على إعادة بناء مصر الجديدة لابد أن يكون له مكان خاص بين أهتمامات سيادة الرئيس فى المرحلة القادمة  - وبسؤال الأستاذ إبراهيم الشهابى الخبير الاستيراتيجى - عن اهم معايير نجاح معالى الرئيس قال إن نجاح البحث العلمى فى مصر ومن ثم تطوير الزراعة والصناعة فى مصر لابد أن يكون من اهم وأول ملفات السيد الرئيس - وحول السياحة ودور الفن والإبداع فى الثقافة العامة للمجتمع قال الدكتور منصور عبد الغفار أن ملف السياحة والذى يمثل مصدرا هاما من مصادر الدخل القومى والعملة الصعبة كما أن صناعة السينما والتى تعبر عن حرية الفن والإبداع لابد أن يلقى اهتمام السيد الرئيس لما للسينما من ور هام فى بناء الشخصية والتأثير على فكر وسلوك المواطنين
على صعيد أخر كان لابد أن أسأل من غير المثقفين والسياسيين المواطنين البسطاء فى الشارع عن رأيهم فى عوامل نجاح سيادة الرئيس وعن رأيهم فى رئيس الحكومة  الجديدة
سألت عم مجدى المكوجي فى المعادى والاسطى أحمد الطيب الترزى بدار السلام وعم محمود الكهربائي بحدائق المعادى ومحمد على البقال عن أرائهم ومتى ينجح بنظرهم سيادة الرئيس والحقيقة أن إجاباتهم جميعا كانت متشابهة وكلها تدور فى فلك واحد حول معايير نجاح الرئيس حيث قالوا ينجح حين تتوفر لنا أنبوبة البوتوجاز وحين يتوفر الخبز ورغيف العيش حين يجد أبنائنا وظائف وحين تجد بناتنا مساكن وحين تحل مشكلة وصول المياة للقرى وحين تصل الكهرباء للعشوائيات حين يشعر المواطن انه يعيش فى بلده وان له فيها مكان
ينجح الرئيس حين يتوقف من يلعب بمفتاح الكهرباء عن اللعب حتى لا تنقطع عنا الكهرباء لكى نتمكن من أن نعمل وأن نعيش فالمياة لا تصل لنا إلا بالكهرباء ووظائفنا كلها لا تتم إلا بالكهرباء

ينجح الرئيس حين يعود الأمن بقوة لحمايتنا لا لأرهابنا للدفاع عنا وعن أموالنا وحياتنا التى أصبحت معرضة للخطر بسبب البلطجة والاستهتار بأرواحنا سواء فى أعمال البناء المخالفة للمواصفات الفنية أو فى أعمال السرقة والنهب التى أصبحت الأن فى مصر شئ عادى
و مع إختلاف الأراء، و تعدد المعايير لنجاح الرئيس، تبقى مهمة أول رئيس مدني للبلاد مهمة صعبة للغاية، و الشيء المؤكد إن رغم كل الإختلاف فإن الجميع يريد لمصر أن تبقى دائما بلد الأمن و الأمان، و منارة العلم و محققة لطموحات كل أبنائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق