يوميا لكل محامين مصر مع صباح القانون نناقش و نبحث سويا في تفسير معلومة قانونية واجب الإلمام بها، و ذلك من أجل النهوض بالمستوى العلمي و الثقافي لشباب المحامين







الثلاثاء، 10 أبريل 2012

مجلس بالقطعة!!!


مجلس الشعب – البرلمان – إرادة الشعب


لم يكن يتوقع الملايين من الذين نزلوا إلي انتخابات مجلس الشعب أن يكون هذا هو المجلس الذي يعبر عن الملايين، أن يكون هذا هو بيت الأمة – و ليس سبب الغمة كما يشعر الأن الملايين – كنا نظنه سيعمل على تحقيق متطلبات هذا الشعب و أن وجود الإنتخابات البرلمانية دون تزوير أو تزييف لإرادة الشعب تعني أن نوابه سيعملون على إنقاذ مصر من الضياع الذي غرقت فيه على مدار عدة عقود، و لا يمكن من أن يقال أن هذا المجلس لم يقدم شيئا لهذا الشعب المصري منذ ان جاء لأن هذا أقل ما يمكن أن يقال، بل الأكثر من ذلك أن هذا المجلس لا يتحرك إلا بعد وقوع المصائب (مجلس ردود الأفعال) مجلس يعمل بالقطعة، فإذا ما قيل أن منظمات المجتمع المدني المصري –الجمعيات و المؤسسات الأهلية- تحصل على تمويلات خارجية، يتحول المجلس و ينادي و يطالب و كأن هناك مجهولا مسئول عن تنفيذ مطالب الشعب لا نعرفه لمناقشة قانون الجمعيات الأهلية، فإذا ما قيل أن أحد أعوان نظام مبارك يترشح لرئاسة الجمهورية يتحولون فجأة إلي مناقشة قانون العزل السياسي لحرمان أعوان النظام السابق من المشاركة في الإنتخابات. و تحدث إعتصامات تطالب بزيادة مرتبات أعضاء هيئة التدريس من أجل تحسين أوضاع هيئة التدريس بالجامعات المصرية فيعلن المجلس تحوله للعمل على تعديل قانون تنظيم الجامعات.

لطالما تعودنا منذ أن جاء هذا المجلس أن يعمل على ردود الأفعال، يناقش مشكلات مصر بالقطعة، لا يعرف كيف يضع جدول زمني منهجي لتعديل القوانين المصرية بما يحقق طموحات شعب مصر بعد ثورة 25 يناير. لا توجد دراسة توضح كيف سيتم تعديل القوانين لتتفق مع طبيعة الواقع على أرض مصر بعد أن تغيرت مصر و عرف أهلها كيف و متى يرفضون و يعتصمون و يطالبون بما لهم من حقوق، شعب يطالب بتحسين أوضاعه، شعب يطالب بعدم عودة رموز النظام السابق لحكم مصر، شعب يطالب بالقصاص و العدالة الإجتماعية و الحرية و برلمان يناقش كيف نغلق المواقع الإباحية، و حتى ذلك الأمر يصدر فيه قرار من المحكمة الإدارية يوضع في الأدراج و لا ينفذ.

لك الله يا مصر، لا نعرف كيف و متى سيعمل مجلس الشعب على وضع خطة معلنة توضح القوانين التي سيقوم بتعديلها و صياغتها من أجل مصر و من أجل الشعب الفقير البسيط، لا نريد مجلسا لردود الأفعال، لكن نريده مجلسا لحلول معلومة الآجال ليطمئن الشعب من أنه سيتغير من أسوأ إلي أفضل حال، لا نريده مجلسا بالقطعة يناقش كل مشكلة على حدة بعد أن تتفاقم و تصل لذروتها، و كأن كل قانون يناقشه هو قانون خاص ببلد مختلفة عن أصحاب القانون الذي لم يناقشه. فالذين يطالبون بتعديل قانون تنظيم الجامعات هم أنفسهم الذين يطالبون بعزل رموز النظام السابق، هم الذين يطالبون بالعدالة و الكرامة و الحرية، هم جميعا أبناء مصر و مناقشة أي قانون من هذه القوانين و تعديله سيعود بالفائدة على كل المصريين.

..إلي مجلس الشعب عليك أن ترعى مصالح الشعب و أن تحقق مطالب الشعب و أن يعرف الشعب متى سيسترد حقوقه و حريته، و متى ستتحسن أوضاعه، فأجيبونا  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق